حسن الكنزلي
لتوضيح وجهة النظر هذه نحن بحاجة أولا إلى إيضاح طرق تحويل الطاقة في الكائنات الحية، وهما طريقتا التحلل الهوائي (Aerobic) والتحلل اللاهوائي (Anaerobic). وهما أيضا طريقتان للتخلص من المخلفات العضوية بواسطة الكائنات الحية المشاركة.
وانقل لكم فيما يلي سردا مختصرا لبعض الفروق بينهما:
1. في التحلل الهوائي، يستخدم الأكسجين لأكسدة المواد العضوية وإطلاق الطاقة المخزنة فيها، وفي التحلل اللاهوائي يتم تحويل المواد العضوية دون الأكسجين.
2. في التحلل الهوائي، يتم إنتاج كمية كبيرة من الطاقة (ATP)، وهي العملية الحيوية للطاقة في الكائنات الحية. وفي التحلل اللاهوائي، يتم إنتاج كمية أقل من الطاقة.
3. المنتجات النهائية للتحلل الهوائي هي ثاني أكسيد الكربون والماء، وفي اللاهوائي، يمكن أن تكون المنتجات النهائية متنوعة، كالكحول والحموض العضوية…
4. التحلل الهوائي يستمر لفترات طويلة من الزمن، ويمكن أن يستمر بشكل مستدام؛ بينما التحلل اللاهوائي يكون عملية قصيرة الأجل، ويحدث عند عدم توفر الأكسجين بكميات كافية.
5. الكائنات الحية التي تستخدم التحلل الهوائي، هي الكائنات الأكسجينية، التي تتنفس الأكسجين؛ بينما الكائنات اللاهوائية، هي الكائنات التي تعيش في بيئات لا يوجد بها الأكسجين، أو الأكسجين غير كافٍ.
6. التحلل الهوائي هو العملية الأكثر شيوعًا وفعالية في الكائنات الحية؛ حيث يسمح باستخلاص كمية كبيرة من الطاقة؛ أما اللاهوائي، فهو آلية بديلة تستخدم في حالات عدم توفر الأكسجين، وعادة ما يكون أقل كفاءة من التحلل الهوائي، وينتج كمية أقل من الطاقة.
وبالتالي فإن هذه الكائنات الحية الهوائية، تقدم لنا خدمة عظيمة؛ حيث تقوم بعملية تحلل للمخلفات العضوية، بشكل أسرع، وتقوم بعملية تحلل تام، وبالتالي قلة في الروائح غير المرغوبة؛ ولكن لا يستفاد من خاصيتها هذه إلا متى ما توفر لها الأوكسجين، والذي ينفذ بسبب استهلاكها له، وبسبب عدم وجود منافذ يصل منها إليها، وبالتالي يتوقف نشاطها. وتنشط الكائنات اللا هوائية التي يصدر عن تحللها روائح كريهة ونواتج تحللها غير تامة كالهوائية، وحتى يتوقف نشاط الكائنات اللا هوائية وتنشط الهوائية؛ لا بد من مصدر مستمر للأوكسجين. وهذا يتحقق بتدخلنا كبشر؛ بتحريك هذه المخلفات بين فينة وأخرى؛ حتى يعوض الأكسجين المستنفذ، ويتم وصوله لهذه الكائنات الهوائية؛ لتقوم بدورها؛ لتعطينا في النهاية نواتج مفيدة، يكمن الاستفادة منها في تطبيقات متعددة!
وبناء على ما سبق، ومن وجهة نظري: أنه من الخطإ بيئيا أن نطلق مصطلح (مقلب المخلفات) على منطقة تجميع المخلفات وإنما ينبغي أن يطلق عليها بيئيا مصطلح (مكب المخلفات)؛ لأن مثل هذه المنطقة في حقيقتها، هي مكب، وليست مقلب؛ إذ المقلب بظني هو المكان الذي تكب فيه المخلفات، ثم يتم تقليبها بشكل دوري بواسطة آليات معينة؛ بحيث يتجدد الهواء للكائنات الهوائية؛ لتقوم بدورها بشكل سريع ونظيف وصديق للبيئة، وخادمة للإنسان.
هذه فقط وجهة نظر؛ لا أكثر، واحتمال خطئها أكثر من صوابها، ومع ذلك تظل فكرة قابلة للنظر والنقاش والإنكار، أو الإقرار…
والله تعالى أعلم!
ودمتم سالمين!