م/ عبدالقادر السميطي
من هنا ومن قلب محافظة أبين النابض من مدينة الكود الذي تحتضن مركز البحوث الزراعية الذي يشهد حراك زراعي وعلمي وعملي في كثير من الجوانب الزراعية، من أهمها النشاط الكبير لقسم المحاصيل الحقلية الذي قام بزراعة مساحة تقدر بأكثر من 25فدان من محصول الذرة الرفيعة والدخن والذرة شامية والكنب، حيث تم أختيار التقاوي من مصادر موثوقة وهي بذور أصيلة، وقد تم الاختيار بعناية بهدف الحفاظ على البذور الاصلية(المحلية) وزراعتها وأكثارها وتخزينها وتوزيعها على المناطق الزراعية، لان البذور الأصلية أثبتت جدارتها من حيث تحمل التغييرات المناخية، وزيادة الانتاج وجودته، وقليلة التعرض للإصابة بالآفات والأمراض وممكن تزرع وتتأقلم مع أي نوع من المناخات المختلفة وتحتفظ بالجينات الوراثية لأعوام طويلة،
ويقابل هذا النشاط الزراعي حراك علمي في مجال تربية نحل العسل، حيث أن العلاقة بين نحل العسل والزراعة بشكل عام علاقة حميمة ولا يمكن أن تنجح الزراعة بدون ما يقوم به نحل العسل من عملية التلقيح من خلال تنقله بين أزهار النباتات المختلفة، والذي لولا عملية التلقيح الذي يقوم بها نحل العسل لما تم الأخصاب ولم يتم الحصول على ثمار جاهزة وجيدة ولذيذة، النشاط مستمر وعلى قدم وساق تقوم إدارة المركز بطاقمها المتواضع وبقيادة مديرها ابن أبين البار
الدكتور محمد سالم الخاشعة هذه الأيام بالترتيب والإعداد الجيد لاستكمال أعمال المختبرات، مختبر التربه والمياه ومشتقاتها، والمختبر الخاص بنحل العسل، والذي ستوفره هذه المختبرات خدمات كبيرة للزراعة في عموم المحافظات التي تقع بالقرب من محافظة أبين وفي نفس الوقت هذه الانشطة تصب في عمق التنمية الزراعية، وكذلك المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد والذي تعاني من نقص في الغذاء ولكن للأسف الشديد عمل المركز أصبح مقيدا داخل المركز ولم يستطيع الخروج إلى المزارعين خارج حدود مدينة الكود بسبب شحة الامكانيات وعدم قدرته على التنقل من مكان إلى آخر، وحتى لم يستطيع عمل برامج الحقول التأكيدية الذي من المفروض وفقا للأنظمة البحثية أن تقام في حقول المزارعين كل هذا يزيد من الأعمال الذي ينبغي على الباحثين متابعتها خارج حدود مزرعة الأبحاث، كل هذه البرامج تحتاج إلى ميزانية تشغيلية والى وسائل نقل ينبغي أن تكون لدى المركز أكثر من وسيلة نقل، إذن لن يكتمل العمل البحثي الا بوجود وسيلة نقل تتحرك بين الحقول لمتابعة أعمال المركز بشكل جيد، تظهر لدينا أمراض وافات قد تكون جديدة وفي نفس الوقت خطيرة إذا تركت بدون متابعة، ولهذا مركز البحوث سيكون الجهة العلمية الوحيدة الذي من حقها متابعة ورصد مثل هذه الأشياء بالتنسيق مع أجهزة الإرشاد الزراعي.
من مركز أبحاث الكود ستنطلق
سفينة النجاة للحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات وستكون مركزا للدعم الفني في مجال زراعة الحبوب الأصلية وبإذن الله سيكون لهذا المركز السبق في اعطاء توصيات هامة في كثير من المحاصيل الزراعية
الذي تسير في اتجاه تحقيق الأمن الغذائي….
اخيرا اقول البحوث اساس التنمية، ووسائل النقل اساس الحركة للوصول إلى قمة التنمية.
م/ عبدالقادر خضر السميطي
ممثل الجمعية الوطنية للبحث العلمي والتنمية المستدامة محافظة أبين