م. عبدالقادر خضر السميطي
مجرد وجهة نظر…
الزراعة في بلدنا محتاجة إلى اصلاح زراعي وإصلاح إداري وليس اصلاح سياسي
وزارة الزراعة والري والثروة السمكية اثنين في واحد اي أنه تم دمج وزارتين مع بعض
وهذا يعني حمل ثقيل على كاهل الوزير الذي نتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهامه الكبيرة بالقطاعين الزراعي والسمكي
لاشك أن أوضاع القطاع الزراعي في بلادنا ليس بالمستوى المطلوب حيث انه محتاج إلى وزارة خاصة تركز كل اهتماماتها وجهودها في الزراعة ومشتقاتها وذلك لانتشالها من الوضع البائس التي تعيشه
حيث أن هذه الوزارة الفتية قد تسلمت مهامها في ظروف استثنائية في ظل بنية تحتية مدمرة منذ حرب عام 94م والحرب الذي تلتها في عام 2011م
حيث تهدمت ألاعمدة الرئيسية الذي بنيت عليها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي آنذاك وهنا اقصد بالاعمدة أهم المرافق الحيوية التي كانت تتبع وزارة الزراعة منها على سبيل المثال
مؤسسة الخضار والفواكة
مؤسسة اكثار البذور
الجمعيات التعاونية الزراعية
مؤسسة الخدمات الزراعية
مؤسسة الحفر
مزارع الدولة
مركز أبحاث الكود
مركز الإرشاد الزراعي
محطة تأجير الآليات
لجنة أبين
إدارة الري التقليدي
وغير ذلك
كل هذه المرافق المذكورة كانت أعمدة تتكئ عليها وزارة الزراعة وعند ما سقطت هذه ألاعمدة ضعف أداءها وقل نشاطها
وهذا ماحصل فعلا للزراعة في بلادنا
ولو نظرنا إلى شبكات الري في كل من دلتا أبين ودلتا أحور ودلتا تبن لرأيت العجب العجاب حيث عمرها الافتراضي قد انتهى حيث أنه لم يتم استحداث أو تجديد أو إصلاح أو ترميم لقنوات الري والمنشآت التابعة لها ضف إلى ذلك أن السيول الجارفة والتي ساهمت في خروج منظومة الري عن الخدمة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة في السدود التحويلية وقنوات الري وجرف كثير من الأراضي الزراعية التي كانت عامرة بالزراعة بجميع أنواع المحاصيل الحقلية والبستانية.. وهذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة النظر في وزارة زراعة تعني بإصلاح زراعي شامل لهذه القنوات والمنشآت والتي تمثل البنية التحتية لقطاع الزراعة بشكل عام
لأتعتقدون أنني استهدف وزارة الزراعة بوجهة نظري هذه ولكنني حبيت أن ارمي حجر في مياه راكدة هدفنا تحريكها لنصل إلى هدفنا وهو استعادة مجد بلادنا الزراعي الذي افتقدناه منذ عام 90م
ومما تقدم اسمحو لي إن اقول ان هناك ترقيع من بعض المنظمات الداعمة للقطاع الزراعي وكلنا نعرف معنى كلمة الترقيع وقد يكون غير كافي وغير مجدي ولم يستر عورة منظومة الري وبقية القطاعات الزراعية المعطلة.. لماذا؟ الإجابة بكل تأكيد ستكون أن إعادة إصلاح قطاع الزراعة بشكل عام محتاج إلى رأس مال كبير وهذا الذي لم تستطيع القيام فيه الدولة ممثلة بوزارة الزراعة والري والثروة السمكية ولا ننسى ما تعرضت لها أراضينا الزراعية من موجة تصحر لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وكان هذا بسبب خروج منظومة الري عن الجاهزية في بعض المناطق وهنا اقصد بالتصحر النانج عن السيول الجارفة والتي جرفت كثير من الأراضي الزراعية وهذا نوع من انواع التصحر المتوسط وفي نفس الوقت موجة الجفاف التي عصفت بالبلاد سبب ذلك عملية اكتساح شجرة المسكيت للأراضي الزراعية وهذا يعتبر نوع من انواع التصحر الشديد حيث جن جنون ملاك الأراضي الزراعية للاستغناء عن هذه الأراضي التي كانت في يوما من الايام تنتج محاصيل زراعية وتصدر إلى الخارج وبيعها بالعملة الصعبة وهنا اقصد محصول القطن طويل التيلة…
جنون ملاك الأراضي تمثل ببيع اراضيهم لتجار العقار ومنهم من حول ما يملكه من أراضي زراعية إلى مخططات سكنية كل هذا ويزيد تسبب في انحسار المساحة الزراعية التي كنا نتفاخر بها هذا اولا…
اما الامر الأخر الذي ينبغي أن نسلط علية الضوء وهو ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية والمشتقات النفطية والأعمال الآلية وقطع الغيار وضعف الخدمة الإرشادية وتصحر الأرض وتملح المياه وتلوث التربة وقتل الأحياء الدقيقة والنافعة في التربة بسبب دخول مبيدات محرمة دوليا أثرت سلبا على التوازن البيئي واهلكت الزرع والضرع وأثرت على الحرث والنسل وغير ذلك وصل بنا الامر الى ترك الأرض الزراعية واللجوء إلى الهجرة الداخلية والخارجية..لانه لم يعد في بيئتنا شيئا نتفاخر فيه حيث فقدنا كل جمال الطبيعة وخسرنا حتى الهواء النقي.. لقد بلغ السيل الزبى..
حيث فقدنا الكثير من الأصول النباتية التي كانت تمثل إرث تاريخي لبلادنا وها هي الحكاية مستمرة في تدمير البيئة الزراعية من خلال قطع الاشجار الخضراء التي تعتبر الرئة التي يتنفس منها كوكب الأرض وتمثل رمز الكرامة البشرية فقد يأتي يوم من الايام سنجد أنفسنا بلا زراعة وبلا ماء وبلا ثروة سمكية..
قد يوافقني البعض وقد يختلف معي البعض وقد يهاجمني البعض الأخر لكن في الأول والأخير هي مجرد وجهة نظر
زمان كانت وزارة الزراعة تسمى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وكان أهم ما في الزراعة هو الإصلاح والمتابعة والمراقبة كانت الأمور تمشي وفقا لخطط معدة مسبقا إنتاج وفير ونظيف وبدون مبيدات ولا أسمدة..
الآفات الزراعية والأمراض تكاد تكون معدومة ولا تذكر بسبب ان البيئة في ذلك الزمن كانت نظيفة وصالحة وكان التوازن البيئي يلعب دور كبير ومساعد في حماية النباتات من الأمراض والافات
للتذكير فقط..
زمان كانت مياه السيول يسيرها أشخاص لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد وتسقي أكثر من ٧٠٪من الأراضي الزراعية في الموسم الفحل والذي يبدأ في منتصف شهر يوليو.. ويستمر حتى ١٥ اكتوبر وما بقى من المساحة وهي 30 ٪
تروي في موسم الصيف الذي يبدأ في نهاية فبراير وقد يكون في مارس وهو مايسمى موسم الصيف وبين هذا وذاك اتعرفون لماذا؟ لأنه كان في اصلاح زراعي.. حينما كانت وزارة الزراعه اسمها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي
المهم كانت الأراضي الزراعية تروى وتزرع وتنتج وتصدر وتصنع الفائض تعرفوا ليه لأنه كان في إصلاح زراعي…كان نجم وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الحوت وهذا يعني أن نجم الحوت على كل شي مبخوت
ولكن عندما تغير اسم الوزارة إلى وزارة الزراعة والري والثروة السمكية
طلع نجمها الحمل وهذا يعتبر شعبيا نجم نحس لأن فيه يظهر النباش ويحمل صاحب نجم الحمل ويذهب به بعيدا
المهم جاء النباش وشل نجم الحمل وأصبحنا لاعاد زراعة ولا ري ولا ثروه سمكية ولا اصلاح زراعي ولا حتى أرض زراعية صالحة للزراعة.. تملحت المياه
وتصحرت الأرض وتلوثت التربة
وأصبحنا واصبح الملك لله
الخلاصة.. اعيدو اسم وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لعل وعسى نقوم باستصلاح ما خسرناه من الأراضي الزراعية فليبقي الإصلاح الزراعى وهو الذي سيقوم بإصلاح حال الزراعة من الألف إلى الياء