مقالات

ديمة قلبنا بابها

م/ عبدالقادر السميطي
م/الجمعيه الوطنيه للبحث العلمي
والتنميه المستدامه م/أبين

اليوم لن أتحدث كمهندس فلتذهب الهندسه إلى الجحيم…
انا اليوم اتحدث من واقع خبره مكتسبه خلال 46عاما
المدارس الحقليه التي يعزف على وترها الكثيرين هي نفسها نظام التدريب والزيارات الحقليه الذي كان الخبير الدكتور الصفار وهو عراقي الجنسبه مشرفا على تنفيذه في بلادنا والذي استمر من ٨٦إلى ٨٩ تقريبا والذي فيه حاولنا تطبيق هذا النظام في إطار دلتا أبين ودلتاتبن ومحافظةحضرموت هذا النظام كان نظاما فاشلا بامتياز رغم ابتعاث ١٢ مهندس زراعي من لحج وأبين وحضرموت إلى مصر العربيه للاستفاده منهم في تطبيق هذا النظام وكذالك تبادل الخبرات وكنت انا أحد المبتعثين وللأسف الشديد لم نرى بوادر اي نجاح لهذا النظام في مصر بشهادة الكثير من المزارعين المصرين والمهندسين في كثير من المحافظات المصريه وهاهو اليوم يعود لنا هذا النظام الفاشل بعباءة المدارس الحقليه والذي تنص على أن يتم تشكيل ما لايزيد عن ٢٥مزارع والالتقاء بهم على الأقل اسبوعيا…تحت اسم المدرسه الحقليه لتعليم المزارعين..
نظام التدريب وآلزبارات كان يشترط أن تقسم المناطق الزراعيه بين المرشدين وفي كل منطقه يتم تشكيل مجموعات زراعيه تتكون من
٥ الى١٠مزارعين ورغم قلة العدد هنا الا ان هذا النظام لم يكتب له النجاح بسبب ظروف المزارعين المختلفه من منطقه إلى أخرى
للأسف هذه الانظمه عفا عنها الزمن بدليل لم يستفيد المجتمع الزراعي من هذه الانظمه سوى ضياع الوقت وإهدار للمال
انا عملت في البحوث الزراعيه والمحطات البحثيه في كل منَ رصد ولودر ومكيراس وموديه
وحاليا جهاز الإرشاد الزراعي محافظة أبين وتجاوزت خدمتي 45عاما اي منذو أكتوبر ٧٧م حتى هذه اللحظه مع اني عاصرت وجربت كل هذه الانظمه واكتشفت أن بلادنا محطة للتجارب وان كل هذه الانظمه الزراعيه لن تجدي نفعا وان نظام الإرشاد الزراعي القديم الذي كنا نشتقل عليه في السبعينات هو الأكثر كفاه والأكثر فايده لمنطقة دلتا أبين ولحج وحضرموت حيث انه يستخدم كل الوسايل الارشاديه ابتداء بالنشره الارشاديه والملصقات والسينما الزراعيه والمجله الارشاديه والحقول الايضاحيه واللقاءات اليوميه في الأسواق وفي المساجد والبرامج الاذاعيه والتلفزيونيه والتي كان المزارع ينتظر مشاهدتها
والسماع إليها بصوت رجل الإعلام الزراعي الاول في ج. ي د. ش
المهندس الاعلامي المرحوم عبدالله ناصر ناجي رحمة الله عليه
وبناء على كل ماسبق أنني ادعو كل من يهمه أمر الزراعه في بلادنا
أن يوجهو هذه المنظمات لدعم المرافق الرئيسيه والتي من خلالها يتم تطوير البحوث. والإرشاد وإصلاح شبكات الري التقليدي لما له من اهميه كبيره في حياة المزارعين والخروج بمخارج وتوصيات ودعم هذه المرافق لتوفير الأصناف المحسنه والعمل على إيجاد ونشر التقنيات الجديده وربط البحوث بالارشاد الزارعي والذي يعتبر همزة الوصل بين البحوث والمزارعين والذي من خلاله يقوم الإرشاد الزراعي بواسطة المرشدين الزراعيين بنقل تقنيات ومخرجات وتوصيات البحوث
الزراعيه إلى حقول المزارعين عن طريق عمل الحقول التجريبيه والتأكيديه والحقول الايضاحيه ومن خلال هذه الحقول َ يجمع المزارعين في يوم حقل اعلامي يحضره عشرات المزارعين وذالك لايضاح النتيجه لكل ما تم تطبيقه في هذه الحقول.. والى متى ستبقى بلادنا محطة لتجارب فاشله نحن نعلم ذالك مسبقا إلى يوجد بيننا حكماء وعقلا يستطيعون تحويل هذه الملايين إلى مشاريع يستفيد منها الجميع اعرف مسبقا أن هذا الكلام لا يعجب الكثيرين ولكن واجبي الوطني أن اطرح ما يجول في خاطري لعل وعسى نجد من يسمع ويعمل لمصلحة هذه البلد الجريحه الذي لازال الفساد ينخر فيها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى