مقالات

ظاهرة الطحالب في سواحلنا: أسباب محتملة وسبل استفادة

حسن الكنزلي

لعله قد لفت نظر بعضنا، ظهور الطحالب الخضراء في بعض سواحلنا، كساحل أبين، وبالتحديد في منطقة خور مكسر بعدن، وأثارت لديه تساؤولا أو تخوفا أو قلقا..(?!)

هذه الظاهرة كانت أبحاث علوم البحار قد أكدت في مارس 2020م أنها ظاهرة بيئية طبيعية. ونحن -بدافع الفضول- حاولنا البحث عن أسبابها؛ فوجدنا أن ظهور الطحالب الخضراء، قد يكون طبيعيا في بعض الأحيان؛ ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون نتيجة لمشاكل بيئية، كتدهور جودة المياه، ونقص التنوع البيولوجي، مما يوجب مراقبة ظهور الطحالب، ومعالجة أي تأثير سلبي محتمل الحدوث على النظام البيئي المحيط. ووجدنا أن لظهورها عدة احتمالات شائعة منها:
– درجة حرارة المياه؛ فالطحالب من الكائنات الحية التي تعتمد على الضوء الشمسي للتمثيل الضوئي؛ للحصول على الطاقة مما يعزز نموها.
– وجود عناصر غذائية، كالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.. تدعم زيادة انتشارها.
– تغيرات في الملوحة، يمكن أن تؤثر على توازن البيئة البحرية، وتخلق ظروفًا مواتية لنموها.
– التلوث النفطي أو الزراعي؛ فبعض الطحالب قد تكون أكثر مقاومة للتلوث، وتستفيد من النفايات العضوية المتواجدة في المياه.
– التغيرات البيئية، كتغيرات تيارات المحيط، وتحرك المياه وتراكيز الأملاح، والعناصر الغذائية، والتي يمكن أن تؤثر على التوازن البيئي، وتسهم في ظهور الطحالب.

ونحن -كمسلمين- نعتقد أن كل ما خلقه الله، إنما هو مسخر لمصلحتنا؛ حتى وإن بدت لنا فيه مضار. ونعتقد أن الله كلفنا بالتأمل والنظر في مخلوقاته؛ لنفهمها ونستفيد منها على الوجه الأمثل كما سخرت لنا. وهذه الطحالب الخضراء، مما لا شك أن فيها شيء من الفوائد، ولهذا نجد أنها من المصادر الهامة للعديد من المنتجات والاستخدامات المختلفة، والتي منها:
– الغذاء؛ فهي مصدر غني بالبروتينات، والألياف الغذائية، والفيتامينات والمعادن.. مما يعني إمكانية استخدامها في تحضير عدد من المنتجات الغذائية، كالمكملات الغذائية، والعصائر، والسلطات، والشوربات…
– الطاقة المتجددة؛ حيث يتم استخلاص الزيوت منها وتحويلها إلى وقود حيوي يمكن استخدامه في المركبات والمعدات…
– الأدوية؛ حيث تحتوي على مركبات طبيعية، قد تكون لها فوائد صحية. كما تستخدم في بعض المستحضرات الطبية والتجميلية…
– التنقية وإعادة تدوير المياه الملوثة؛ حيث تساعد في إزالة المواد العضوية والملوثات الكيميائية من المياه.
– الزراعة؛ حيث تستخدم لتحسين جودة التربة، وتوفير العناصر الغذائية للنباتات.
– صناعة الأعلاف الحيوانية؛ لاحتوائها على مواد غذائية هامة.

ولمن يرغب في جمعها؛ فما عليه إلا التالي:
– اختيار منطقة تكاثر طحالب خضراء غنية، ومتوفر فيها الضوء الشمسي بكثافة.
– جمع الطحالب؛ عن طريق استخدام شباك، أو مصفاة خاصة لتجميعها من الماء، مع تجنب الطحالب الملوثة، أو المصابة بأمراض.
– تجفيف الطحالب؛ بوضعها في سطح واسع، ومستو، ومعرض لأشعة الشمس المباشرة، والحارة، الكافية لتفقد الطحالب الرطوبة وتجف.
– تعبئة الطحالب المجففة في حاويات محكمة الإغلاق، كالأكياس البلاستيكية؛ لمنع دخول الرطوبة والهواء الجوي.
– حفظ الحاويات في مكان جاف، وبارد، بعيدا عن الرطوبة. يفضل أن تكون درجة الحرارة تتراوح بين 0-10 درجة مئوية.
– البحث عن جهة طلب محلية أو خارجية والبيع لها.
وإذا تحقق مثل هذا؛ فإنه حينها ستتوفر فرص عمل، ومصدر دخل للبعض، في مواسم تكاثر الطحالب الخضراء، في سواحلنا، وسيتم التعايش والتعامل معها بشكل إيجابي، صديق للبيئة، ومتلائم مع استدامة التنمية، وفي إطار الحكمة الإلهية في الخلق…
والله تعالى أعلم!
ودمتم سالمين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى