مقالات

فكرة مشروع تحويل صحراء عدن إلى غابات

حسن الكنزلي

تعد الفكرة تحد كبير! يتطلب جهودًا مستدامة ومواردا متاحة بشكل كبير!. وثمة خطوات يمكن اتخاذها لتنفيذ هذه الفكرة، تشمل:

١. دراسة المناخ والتربة والموارد المائية المتاحة مع العلم أنه يوجد حوض مائي في المنطقة التي يبدو أنها في حقبة تاريخية ما، كانت زراعية وتمر فيها أودية،وربما توجد تحتها حضارة مندرسة(؟!)، وقد ذكر أنه كانت في القرن الميلادي الأول توجد في تلك الصحراء بحيرتان؛ إحداهما عذبة والأخرى مالحة(؟!).

٢. تحديد أنواع الأشجار المتأقلمة مع بيئة المنطقة القاسية؛ لتكون هي الأساس.

٣. توفير مصادر مائية مستدامة لري الأشجار والحفاظ على رطوبة التربة. بحفر أبار تعمل بمنظومة الطاقة الشمسية واستخدام نظام الري بالتفطير والملش الزراعي؛ لتقليل هدر مياه الري، والتحكم في النباتات المرغوبة وغير المرغوبة، والحد من تملح التربة.

٤. التنويع في الأشجار والنباتات المطلوب زراعتها، يمكن إدخال النباتات المثمرة والطبية والخشبية.. للإستفادة الاقتصادية والصحية من المشروع. واختيار مجموعة متنوعة من الأنواع الحيوانية كالضباء والغزلان والطيور.. والتي تتكيف جيدًا مع الظروف البيئية.

٥. تحسين جودة التربة أسفل كل شتلة بإضافة المغذيات والمواد العضوية كالكمبوست إليها.

٦. رصد نمو الأشجار ورعايتها بشكل منتظم، قد يتطلب ذلك الاهتمام بالتسميد ومكافحة الأمراض والآفات.

٧. تنفيذ هذه الخطوات ضمن مدى زمني طويل بالتعاون مع الجهات المعنية والمتخصصين، والاستفادة من تجارب الآخرين في مثل هذا المشروع

أهمية المشروع:

  • لنجاح هذا المشروع، أو أمثاله عوائد بيئية، منها:
  • تكوين غطاء نباتي كثيف وتوفير الظل والرطوبة المحيطة.
  • تثبيت التربة ومكافحة التصحر، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الجو عن طريق امتصاصه وتخزينه في الأشجار والتربة.
  • حفظ التنوع الحيوي عن طريق خلق بيئة متنوعة.
  • استعادة التربة والنظام البيئي الطبيعي؛ من خلال دورة عناصر النبات طبيعيا.
  • تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين في عملية التمثيل الضوئي.
  • تقليل التعرض للتلوث الهوائي وتحسين جودة الهواء.
  • تنظيم المناخ وتخفيف التغير المناخي.
  • وله -أيضا- عوائده الاقتصادية منها:
  • توفير المواد الغذائية وزيادة الإنتاج الزراعي.
  • زيادة الجذب السياحي للمنطقة وإيجاد المنشئات والخدمات السياحية وبالتالي توفير فرص عمل. وربما توجد المدن أو التجمعات السكنية(؟!).
  • يمكن زراعة أشجار كالجاتروفا للاستفادة من ثمارها في إنتاج الوقود الحيوي.
  • إنتاج الأخشاب خاصة إذا أدرجت أشجار البالونيا في فترة من فترات المشروع، وهي شجرة مقاومة وسريعة النمو مفيدة بورقها كعلف ومخصب للتربة وبرحيق زهرها للنحل، وهي من أشجار الأخشاب الجيدة المطلوبة عالميا.
  • إيجاد مراع للنحل، توفر أنواع من العسل الجيد، خاصة إذا أدرج أشجار كالسدر والسمر وغيرهما.
  • إيجاد حضائر للأغنام في ظل توفر مراع مناسبة في الغابة والزراعة البينية لبعض محاصيل الأعلاف كعلف البونيكام -مثلا-. خاتمة:
    المشروع طموح وتطلعي، والإمكانيات ليست عائقا؛ وإنما العوائق تتمثل في عدم الإيمان بنجاحه، وانعدام الإرادة، وفي استعجالنا، وعدم صبرنا على المشاريع الاستراتيجية، وعدم الصبر على المدى الطويل، كما أننا للأسف أنانيون؛ نعمل لنستفيد نحن؛ لا الأجيال القادمة، وهو ما يتنافى مع التنمية المستدامة.. وإذا ما تخلصنا من هذه العوائق؛ فكل شيء ممكن؛ فأحلام اليوم حقائق الغد، تماما كما كانت حقائق اليوم في يوم ما أحلاما! وليس ذلك على الله بعزيز!
    والله تعالى أعلم!
    ودمتم سالمين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى