مقالات

لنزرع الخير في أبين العطاء

م. عبدالقادر خضر السميطي

أبين الخضراء.. ابين سلة الجنوب الغذائية  كتبت عنها مواضيع ومقالات ومنشورات كثيرة حبا فيها وباهلها ، لأنني مُدين لهذه المحافظة فهي مسقط راسي وتعلمت فيها الحروف الابجدية.
 أبين التي اعطتنا أكثر مما نعطيها كم كنت سعيدا حينما كنت اتابع وأشرف على بعض الحقول الايضاحية والتاكيدية والتجريبية في كل من محصول الحبوب والقطن والسمسم والفول السوداني .
 وكنت أكثر  سعادة حينما سمعت دكتور مسؤول في هيئة الإرشاد الزراعي في صنعاء عام 2010 يتواصل مع إدارة جهاز الإرشاد الزراعي م/ أبين يبشرنا بأنه قد ادخل في برنامج هيئة الإرشاد والتدريب الزراعي 5حقول ايضاحية لزراعة محصول القمح لصنفي الغنيمي وحضرموت ، وكانت إدارة الإرشاد الزراعي أبين متلهفة بكل شوق لاستلام البذور وتحديد المزارعين والأرض المناسبة لزراعة القمح في أراضي الدلتا وزرعناه فعلا وإعطى  نتايج ايجابية.
كنا جميعا متابعين الزراعة عن قرب في كل الحقول القمح والسمسم والقطن والفول السوداني وبقبة أنواع الحبوب منتظرين أن  ياتي يوم الحقل أو ما كان يسمية مختصو الإرشاد الزراعي باليوم الإعلامي والذي فية نستعرض خلاصة عملنا خلال موسم زراعي كامل.
  كم كنت تواقا لارى زراعة القمح في أبين  الغالية على قلوبنا خلال هذا الموسم الزراعي والذي سينتهي موعد زراعة القمح في 20نوفمبر!
  وكم حزنت أيضا على عزوف مزارعي أبين عن زراعة القطن ، هذا المحصول القومي الذي كان يرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبه بواقع 27%من اقتصاد البلد خلال فترة السبعينات حتى عام 90م .
وكم يراودني إلحنين إلى إعادة نظام الري في دلتا ابين والذي كان موجودا عندما تتدفق السيول وتوزيعها توزيعا عادلا على قنوات الري. 
 وكنت سعيدا أيضا عندما كان المنادي ينادي من على منابر المساجد عبر مكبرات الصوت  المنتشرة في عموم مدن أبين ينادي المزارعين  للخروج من بيوتهم لاستقبال مياه السيول كلا في منطقتة .
  وما اجمل تلك  الايام  التي كان فيها المزارعون يلبون النداء ويخرج كلا منهم حاملا فأسه ومنجلة والسير باتجاه حقولهم  ليتسنى لهم ري أراضيهم بكل سهولة ويسر.
  يالله ما أروع تلك الأيام!
   ولا أنسى هنا وخلال الثلاثة المواسم الماضية تمسك عامر المعسل وهو مزارع في محافظة أبين منطقة الفيش واكبر مزارع يزرع القطن طويل التيلة وفي نفس الوقت المزارع الوحيد الذي استمر بجلب بذور القمح من محافظة شبوة ليزرعها خلال ثلاثة مواسم متتالية وأصبحت ناجحة بواقع ٧٥٪ ، هذا المزارع النشيط همه بلده وأبناء بلده .. همه الحفاظ على بذرة القطن وهمه الآخر إدخال زراعة القمح في مزرعته مهما كانت مكلفة.
  كان طلبه البسيط : كيف يحصل على بذرة محسنة من أي جهة كانت ، لكنه تألم كثيرا عندما عرف ان موسم القمح قد قارب علي الانتهاء ولم يحصل على طلبه ، لكنه لم ييأس وحاول جمع ما تيسر من هنا وهناك ليثبت لكل من خذله انه لازال مستقيما علي رجليه.
كان يحدثني عن الأمن الغذائي وهو مزارع بسيط. يالله ! انه الضمير الحي والخوف من المستقبل المجهول .
 كيف كنا؟ وكيف أصبحنا ؟ وكيف سنكون مستقبلا فيما اذا استمر الإهمال للقطاع الزراعي.
 ولكني هنا لا انسي دور الجمعية الوطنية للبحث العلمي في إقامة الدورات التدريبية لإنتاج الكمبوست والاستغناء عن الأسمدة الكيماوية تحت شعار معا نحو الزراعة من اجل بيئة نظيفة ومعيشة أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى