عدن، جمعية البحث العلمي، هبة البهري:
في عالم يشهد تطورًا مستمرًا في مجال الزراعة، يُعتبر تهجين النباتات عملية حيوية لإنتاج أصناف وأنواع جديدة من النباتات. تتم هذه العملية من خلال تزاوج نوعين أو أكثر من النباتات المختلفة، بهدف الحصول على نوع جديد يجمع بين المواصفات المرغوبة للأبوين. وعادةً ما تكون الأنواع الجديدة متفوقة ونقية، وتتمتع بمزايا تجمع بين مزايا النباتين الأصليين.
إلا أن هناك اختلافات بين البذور الهجينة والبذور الأصلية، وتحمل كل منهما ميزات وعيوب. فالبذور المهجنة لا يمكن زراعتها أكثر من مرة واحدة، حيث تعتبر غير قابلة للتجديد، وإذا تم زراعتها مرة ثانية، فإنها لا تعطي أي إنتاج مقارنة بالمحصول الأول. وتستهلك البذور الهجينة كميات أكبر من المادة العضوية والأسمدة والمياه، وتترتب عليها آثار صحية تظهر على المدى البعيد.
أما البذور الأصلية تتحمل التغيرات المناخية وتعطي إنتاجًا صحيًا، وتكون قليلة الاصابة بالآفات والأمراض. كما يمكن زراعتها وإقلامتها في مناخات مختلفة، وتحتفظ بالجينات الوراثية لسنوات طويلة.
وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، يشكل الاستخدام المتزايد للبذور الهجينة تهديدًا مستمرًا يمكن أن يؤدي إلى اختفاء البذور الأصلية وفقدان التراث الجيني المحلي. وتعتبر معظم الشركات المتعددة الجنسيات التي تنتج البذور الهجينة تحتكرها، حيث يصبح من الصعب زراعة المحاصيل دون الاعتماد على هذه الشركات. وبالمقابل، تعتبر البذور الأصلية محلية لكل بلد، وقد يحتفظ بها بعض المزارعين ويورثونها من جيل إلى جيل.
وناشد المهندس الزراعي عبد القادر السميطي عبر “نيوزيمن” العودة للبذور الأصلية قبل أن تندثر من بين البذور الهجينة التي دخلت بقوة إلى بلادنا، مثل الباباي والذرة والطماطم بكل أصنافها والبامية والباذنجان والكوسة وغيرها.
واكد ان هناك حاجة ملحة لاتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على البذور المحلية والتراث الجيني، وينبغي تقليل استيراد البذور الهجينة والحفاظ على تكاثر البذور الأصلية المحلية. ويجب أيضًا إنشاء بنك للبذور للحفاظ على التنوع الوراثي وتشجيع المزارعين على زراعة الأصناف البلدية والحفاظ عليها ودعمها بكل الوسائل الممكنة.
ورأى ضرورة تعاون القطاع الزراعي والحكومات المحلية والمؤسسات البحثية للعمل سويًا في مجال الحفاظ على التراث الجيني المحلي وتعزيز زراعة البذور الأصلية. يجب توعية المزارعين بأهمية البذور المحلية وفوائدها البيئية والاقتصادية.
فإذا تم التحرك بسرعة واتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكن الحفاظ على التراث الجيني المحلي وضمان استمرارية توفير البذور الأصلية التي تعتمد عليها الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.
نقلاً عن موقع نيوزيمن الإخباري
