مقالات

أكثروا من المهن تنجو من الفقر


م. عبدالقادر خضر السميطي
إذا كنت تمتلك المثلث “الأرض – الوقت – الطاقة” ورابعهما المال.. يمكنك أن تشعر بمتعة تربية الحيوانات مثل الماعز والضان والابقار والابل والخيول والارانب والحمام والدجاج ويمكنك أيضا إدخال عدد من خلايا نحل العسل كل هذه الأشياء ممكن أن تركنها في الزاويا الخلفية للمنزل ، سواء كنت تخطط لتربيتها للحصول على منتجاتها اللبن أو اللحم أوالعسل أو البيض أو لتمارس هواياتك المحببة
أو غير ذلك فإن تربية الحيوانات بكل انواعها بما فيها نحل العسل يمكن أن تكون مصدر رئيسي للدخل وفي نفس الوقت للحماس وكذلك المتعة الذي سوف تشعر فيها أثناء مزاولتك لهذه المهن هذا في حالة أن يتم ذلك بطريقة عقلانية وبطريقة سهلة وميسرة حتى وإن كان ذلك العمل بدون تخطيط وعلى أساس أن تكون هذه الطريقة قابلة للتطوير والديمومة أهم شي ان لديك الرغبة والهواية وكذلك اكتساب مهارات جديدة بفعل مزاولتك لهذه المهن.. الاستمرار والحفاظ على كل ما يقع تحت يديك من هذه الأشياء كل هذا من أجل زيادة إنتاجك وزيادة دخلك..وتحسين معيشتك وهذا سوف يوفر لك الأمان والاستقرار في المعيشة وزيادة في الصحة وزيادة َفي المعرفة في كل جوانب َالحياة
ففي كل مكان وعلى َوجه الخصوص مناطق الريف بشكل َعام
كان في الزمن الجميل يوجد في كل بيت عدة أنواع من الحيوانات بما فيها الابقار والذي كانت جداتنا تدعو البقرة باسم اماه فهي الذي تمدنا بالحليب للأطفال َلينعم أطفالنا بالصحة والعافية والذي يستفيد منها الإنسان حتى وإن كان للاكتفاء الذاتي في حين بعضهم كان لديهم اكتفاء ذاتي من الالبان الطازجه واللبن الرأيب والسمن وما كان يزيد عن حاجة الاسرة يقوم في تصريفه وبيعه في السوق ليشتري ما ينقصه من المواد الغذائية الأخرى أو مقايضته بسلع أخرى .
ففي محافظة أبين مثلا معظم المزارعين لديهم حيوانات بكل أنواعها ماعز.. ضان.. ابقار… أبل.. حمير.. وغير ذلك ولكن نشعر بان كمية الابقار البلدية التي في محافظة أبين وعلى وَجه الخصوص في الأرياف التي كانت موجودة في كل بيت وتنتج لهم الالبان والسمن البلدي قد انخفض عددها في بعض الأماكن إلى أدنى مستوى.. ومن اهم أسباب عزوف المزارعين عن تربية الابقار والأغنام هو الجفاف الذي ضرب مناطق الأرياف مما ادي ذلك إلى الاعتماد على الخارج باستيراد االألبان والقشدة من أماكن اخرى وهنا علينا ان نتحدث عن أهم المشاكل الذي يعاني منها مربي الحيوانات الى وهي… ..
“ارتفاع أسعار الأعلاف الجافه والخضراء حيث بلغ سعر حزمة القصب الجاف ٤٠٠ ريال لأول مرة في تاريخ أبين
” ارتفاع النخالة أوما يسمى البوشة حيث بلغ سعر الكيس الواحد حوالي ١٨٠٠٠ريال وهذا سعر جنوني وكل هذا أدى إلى ارتفاع أسعار المواشي مما يصعب على المستهلك شراء اللحوم حيث وصل سعر الكيلو إلى ١٥٠٠٠ ريال وفي نفس الوقت تخلص بعض المزارعين من ما يمتلكونه من حيوانات في بيعها في السوق وذلك لسبب عدم قدرتهم على توفير الأعلاف اللازمة لتغذية الحيوانات وهنا يخسر
المزارع مهنته الذي كان يعول عليها لاعاشة أسرته
” عدم وجود سوق لتسويق جلود الحيوانات بشكل عام مما يضطر المزارع إلى التخلص من هذه الجلود في القمامة ويزيد الطين بله في تلوث البيئة المحيطة فيه ومنها تنتشر الحشرات وتنقل الأمراض والاوبئة بين أوساط الناس
الأمراض التي تأتي على شكل وباء مفاجئ مما يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات بكافة أنواعها لأن إدارة البيطرة الذي كانت تقوم بمكافحة الأمراض المنتشرة لم تعد قادره على فعل شي نتيجة لعدم وجود الإمكانيات العلاجية ولهذا تجد المزارع يتعرض لخسائر متتالية
وبناء على ذلك لابد من تدخل الدولة أو المنظمات الداعمة في دعم مربي الحيوانات دعم صحيح ومفيد ممكن الدعم يكون في نوعية الماشبه المراد تربيتها وكذلك نوعية الأعلاف الخاصة بالتسمين ونوعية الطلائق والفحول او الذكور الملقحة والتي لابد أن تكون من سلالات جيدة لاننسى هنا أن نذكر أن كل هذه الحيوانات لديها منتج جدا مهم ومفيد ومربح وهو مخلفات هذه الحيوانات والتي تسمى بالسماد العضو (الدمان) وهو يباع على المزارعين بأسعار طيبة ومجزية ويستخدمها المزارع لتخصيب الأرض الزراعية من خلال إضافتها إلى مزرعته بعد إجراء لها عملية التخمير الهوائي والغير هوائي ليحصل على نباتات قوية ونظيفة وصحية لأن كل هذه المخلفات بعد إعادة تدويرها أو تخميرها تزيد من كمية الإنتاج في كل الحاصلات الزراعية التي يقوم المزارع بزراعتها. بنسبة قد تزيد عن 20٪..

ولا ننسى أن مخلفات الحيوانات فيما إذا استغلت استغلال جيد فهي قد تكون مصدر قوي لإنتاج الطاقة وكذلك إنتاج البيوغار الأمن الذي يستخدم للطبخ والذي إذا تم استثماره بشكل جيد سيدر الكثير والكثير من الأموال على المستثمر والمزارع على حدا سوى
كما انني في هذا الموضوع ادعو المستثمرين من الرأسمال الوطني إلى الاستثمار في الجانب الحيواني واستيراد ابقار الهوليشتاين والساهيوال الهندية الابقار ثنائية الغرض مثل الجرسي والجاموس العربي والأغنام الشامية والباكستانية لإنتاج اللالبان واللحوم على حدٍ سوى..
الريف الابيني سيجد فيه المستثمر حاضنة هادئة لتربية الابقار الاجنبية والتي تعطي إنتاج وفير من الألبان ومشتقاتها واللحوم وتسمين العجول
أبين أرض بكر للاستثمار في مجال تربية الحيوان اما فيما يتعلق بتربية نحل العسل فابين مشهورة منذ القدم في إنتاج طرود النحل بشكل كبير جدا نظرا لما يتوفر في أبين من الغطاء النباتي المتنوع ولا ننسى أن مناطق ريف أبين في كل من منطقة حمه وحطاط وشعب جداس وقرض وسطحان وخيره ولودر واحور وحوض دلتا أبين وكثير من المناطق الذي لا يتسع المكان لذكرها تنتج اعسال نظيفة وممتازة ومتنوعة مثل عسل السدر وعسل السمر وعسل القرض والضبيان والمروة وكذلك اعسال أخرى بما يسمى بالمراعي وهو خليط من عدة أنواع من النباتات رغم مشقة عمل النحال الا ان العمل في مجال تربية نحل العسل له مذاق خاص وممتع وندعو الجميع إلى طرق أبواب الاستثمار في كل من تربية الحيوان وتربية نحل العسل وتربية الدواجن والارانب وغير ذلك
ودمتم بخير…
مقالات الكاتب
الصميل خرج من الجنة
الاشجار هي رئة كوكب الأرض ورمز للكرامة البشرية
أحلام وأفكار وآمال
مقالات ذات صلة
أكثروا من المهن تنجو من الفقر .. حياة الريف تعجبني وتعجبني مراعيها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى