حسن الكنزلي
حماية البيئة في الإسلام، يعد فريضة، فرضها الرب -جل وعلا-. وضرورة بشرية؛ يحتاجها الناس بشكل ضروري، إذا فات؛ يلحقهم الضرر والأذى، وهو المحرم، الواجب درؤه ودفعه، بينما حمايتها واجب إيجاده وتحصيله؛ وذلك أن مدار الشريعة الإسلامية، قائم على تحقيق مصالح الدارين، وجلبها وتكثيرها ودفع مضار الدرارين وتضييقها.
وعليه فإن الإسلام يحث على حماية البيئة، والحفاظ عليها وعلى مواردها الطبيعية؛ وذلك لأن الارض وبيئتها هي منزل هيئه الله وهبه لنا واستخلف الإنسان عليها وحمله مسؤوليتها والحفاظ عليها…
والبيئة جزء من الخلق الذي خلقه الله، ويدعو المسلمين إلى الاهتمام بها، والحفاظ عليها؛ ولذا -كمثال- نجده -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن تلويث المياه، ويحث على تطهير الأماكن العامة والحفاظ على نظافتها.
والإسلام يشجع على استخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول، وعدم إسرافها، أو إهدارها، ويحث على الزراعة، وحماية التنوع الحيوي، ويعتبر الزراعة واحدة من الأعمال الصالحة في الإسلام. وذلك من مظاهر رعاية البيئة والحفاظ عليها.
كما أن حماية البيئة، يساهم في الحفاظ على صحتنا، وصحة الأجيال القادمة. وحفظ الصحة وعدم الإضرار بها، مما دعت إليه الشريعة الإسلامية. ولدينا قاعدة، الكل يعرفها، تنص على أن “ما لا يتم الواجب إلا به؛ فهو واجب”. وإذا كان حفظ الإنسان، لا يتم إلا بحفظ صحته؛ فحفظ الصحة واجب. واذا كان حفظ الصحة، لا يتم إلا بحفظ البيئة؛ فحفظ البيئة واجب. وإذا كان حفظ البيئة، لا يتم إلا بترك كل نشاط مخرب للنظم البيئية؛ فترك هذه الأنشطة واجب، وحرام فعله. والواجب في الإسلام هو ما يثاب فاعله ويؤثم ويعاقب تاركه.
وعلى ذلك يجب علينا الحفاظ على البيئة وصلاحها، وإبقاؤها بكرا كما خلقها الرب -جل وعلا- ويحرم علينا أي نشاط يؤدي إلى تغير مناخها وإخلال بنظمها.
ويجب على رجال الدين، أن يقوموا ببيان هذا والتوعية به، في كل منابرهم. وعليهم المعول -بعد الله تعالى-؛ فهم أكثر الناس تأثيرا في الرأي العام، واكثر من يسمع الناس لهم، كما يجب ردم الهوة وسد الثغرة بينهم وبين الهيئة العامة لحماية البيئة، وبينهم وبين كل جهة تقوم بدور توعوي؛ ليتكامل الدور بينهما، وتتعاضد جهودهما؛ تحقيقا لقوله -تعالى-:
{.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة : 2 ].
صدق الله العظيم!
وصدق الصادق المصدوق الأمين!
ودمتم سالمين!
والحمد لله رب العالمين!