تقارير

الجودة ليست حكرًا على الأثرياء.. قصة “أبو بحر” في إحداث ثورة في صناعة المخبوزات

عدن، جمعية البحث العلمي، هبة البهري:

دائما ما كان يعج عبق التوابل وعبير العجائن الطازجة في مدينة الحب والسلام “عدن”، وفي هذه المدينة الساحرة كان يعمل “فهد”، رجل يتمتع بشغف عميق تجاه فن صناعة المخبوزات.

الثلاثيني فهد سالم المُكنى بـ”أبو بحر” من عدن عمل لسنوات عديدة في فن صناعة الكيك والمخبوزات، وبدأ مشواره في احد أرقى المخابز العدنية المشهورة “الأغبري”، وكانت خبرته تتراكم يوماً بعد يوم.

ومع مرور الوقت، حان لفهد الوقت ليأخذ خطوة جريئة نحو تحقيق حلمه الخاص وإظهار موهبته للعالم. لم يكن الوضع المعيشي سهلاً، إذ كانت الأوضاع المالية غير مستقرة، والمواطنون يعانون من صعوبات اقتصادية جمة. ومع ذلك، لم تكن تلك العقبات تمنعه من تحقيق رؤيته في إنشاء سلسلة من المخابز ذات الجودة العالية.

الجودة ليست حكرًا على الأثرياء

بدأ فهد بتوظيف معرفته العميقة ومهاراته المتقنة في صناعة المخبوزات، وتوجه نحو إنشاء محل مخبوزات خاص به تحت اسم “أحلا سويت”. حاول فهد منذ البداية أن يمنح منتجاته قيمة استثنائية مقابل السعر المناسب للمواطن، فهو يؤمن بأن الجودة لا يجب أن تكون حكرًا على الأثرياء.

وبدأت رحلة فهد نحو النجاح تتحقق بشكل مدهش. اشتهر مخبزه بمجموعة متنوعة من المنتجات الطازجة والمذهلة، بدءًا من قطع الجاتوه المحشو بالشوكولاتة اللذيذة إلى الخبز الهش المحمص بشكل مثالي إلى المخبوزات الخاصة بمرضى السكر والحميات.

يستخدم محل احلا سويت أفضل المكونات وأحدث التقنيات في صناعة المخبوزات، مما منحهم طعمًا رائعًا يستحق الانتظار. ليس ذلك فقط فخبرة فهد في السوق المحلي حركته لاستقطاب عمالة أجنبية “طباخ سوري” رغم صعوبة الاجراءات والتكلفة لعمل اشهى أصناف الحلويات والبقلاوة بأيد متمرسة من البلد الام لهذه الأصناف.

والأهم من ذلك، كانت أسعار منتجات “أحلا سويت” بمتناول الجميع، حيث رفض فهد أن يكون مرتفع الثمن وحرص على توفير خيارات متنوعة ومدروسة لجميع الفئات الاقتصادية. بالمقابل أصبحت مخابزه وجهة مفضلة للعائلات والأفراد الذين يرغبون في التمتع بتجربة مخبوزات رائعة، دون أن يجعلوا جيوبهم تفرغ.

مع مرور الوقت أصبح الزبائن في كل حديث يتغنون بالخبز الطازج والحلويات اللذيذة عبر منصات التواصل لا سيما وأنها مشهورة بجودة المواد الخام والأيدي العاملة المتخصصة في فن الطبخ.

وما جعل قصة فهد سالم ملهمة حقًا هو أنه لم ينسَ أصوله المتواضعة ومنشأه البسيط. على الرغم من النجاح والشهرة، بقي فهد يتعامل مع زبائنه بود واحترام، وذلك يظهر جليًا عند زيارة المحل فتجده متواضعًا ومتواجدًا في محله لمساعدة فريقه والتفاعل مع العملاء.

توافد الزبائن لشراء منتجات احلا سويت يشير الى ان المحل رمزًا للجودة والقيمة في عالم المخابز. وفي ظل الوضع المعيشي المنهار، أصبحت منتجاته في متناول المواطن العادي، مما أتاح للناس الاستمتاع بتلك اللمسة الفاخرة دون أن يشعروا بالثقل على ميزانياتهم.

وهكذا، تحول فهد سالم من عامل في مخبز صغير إلى رائد أعمال ناجح في صناعة المخابز. كانت قصته تذكيرًا حيًا بأنه مهما كانت الصعوبات والتحديات، يمكن للشغف والمثابرة تحقيق الأحلام. ويخطط فهد في توسيع نطاق عمله وتأسيس المزيد من المحلات الجديدة، وكان دائمًا ملتزمًا بمبادئه في تقديم المنتجات ذات الجودة العالية بأسعار معقولة.

وهكذا، تعد قصة نجاح فهد سالم في صناعة المخابز مصدر إلهام للكثيرين، حيث تجمع بين الشغف والمهارة والتفاني، وتذكرنا بأن الرغبة في تحقيق النجاح وتقديم قيمة حقيقية للمجتمع يمكن أن تتغلب على أي عقبة اقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى