مقالات

النبات.. مكانته في الإسلام وأهميته في الحياة

حسن الكنزلي

جعل الله حياة الإنسان مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنبات، الذي جعله الله من مظاهر رحمته وحكمته وكرمه وإنعامه والذي كثيرا ما ذكرنا وامتن علينا به في القرآن الكريم! وذلك حتى:

  • يلفت انتباهنا إلى أهمية نعمة النبات.
  • ونشكره عليها.
  • ونعلم أن حياتنا على الأرض ليست صدفة، ولا فوضى؛ بل هي ترتيب حكيم منه -عز وجل- فلا استقامة للحياة ولا بقاء؛ إلا بالنبات بعد الله -تعالى-.

والنبات مخلوق صالح جعله الله مساهما في إزالة الفساد الناتج عن النشاط الإنساني وهذا معروف علميا وبيئيا فهو:

  • يقاوم زيادة الكربون الناتج عن فساد البشر وأدى إلى تغير المناخ. وبالتالي يحد من الاحتباس الحراري، فيخفض حرارة المدن.
  • ويساهم في إيجاد الهواء الصحي النقي عن طريق التخلص من الغازات السامة التي يتسبب البشر بوجودها في الجو. وشجرة واحدة تستطيع تجديد الهواء لأربعة أشخاص على مدار أربعة وعشرين ساعة.
  • ويقاوم آثار التصنيع البشري على البيئة، ويخفف منها، ويمتص الغازات السامة بجميع أشكالها، ويحد من الأدخنة والروائح الكريهة والشوائب والغبار العالق في الهواء الناتج عن أنشطة البشر.

ليس هذا وحسب؛ بل جعله الله بحكمته ورحمته يؤدي خدمات للبشر كثيرة نعرفها؛ كالغذاء، والكساء، والدواء، والبناء، والأثاث، والأدوات، وبعض، الصناعات والحرف الخفيفة، والظل، والعلف والعسل، والروائح الطيبة، والعطور، والاستمتاع بجماله، وتوفر مناطق للترويح، وتضيف للمدن جمالا بصورة أحزمة خضراء حولها؛ يستفيد منها الزائرون والمتنزهون؛ كمنتجعات يرتادونها…

وهناك خدمات أخرى يقدمها تخفى على الكثير :
فبيئيا:

  • تبريد الهواء:
  • عن طريق ظاهرة النتح، وتبخير قطرات الندى، التي تتشكل على الأوراق. وشجرة واحدة تكيف الجو بما يعادل تبريد عشرة مُكيّفات لغرفة تصل مدتها إلى عشرين ساعة في اليوم.
  • وعن طريق حجب أشعة الشمس لتبلغ، درجات الحرارة في الظل إلى حوالي عشر درجات.

وشجرة واحدة فقط يمكن أن تغني عن مكيف الهواء، وثلاث حول منزل موضوعة بشكل مناسب لشدة الهواء واتجاه الرياح تغني عن المكيف بنسبة تصل ٥٠%.

وشجرة واحدة تنتج من بخار الماء ما يتناسب مع ما تنتجه عشرة مكيفات كبيرة الحجم مستمرة في العمل لمدة عشرين ساعة.

  • ويساهم النبات في إيجاد الهواء الصحي النقي عن طريق:
  • حماية المدن والقرى والمناطق الزراعية من الغبار الرياح الشديدة وكسر حدتها
    وطبيا يساهم في :
  • تقليل أشعة الشمس البنفسجية الضارة؛ المسبب الرئيس لسرطان الجلد وكثير من الأمراض.
  • وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • ويحسن وظائف الدماغ وقدرته على التركيز والإدراك.
  • وخفض انتشار الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • ويحسن من صحة الحامل والجنين.
  • وخفض نسبة الوفيات
  • ويسرع شفاء العديد من الأمراض، بنحو ٨.٥ % من المرضى.
    ونفسيا:
  • يجعل الإنسان أكثر راحة وطمأنينة وسكينة وهدوء…
  • ويعد مصدراً للجمال والبهجة والسرور والهواء العليل.
  • ويشجع على التنزه والجلوس والرحلات ولم شمل الأسر وادخال البهجة والراحة والهدوء والترويح عن النفس…

ولهذا فإن غرس الأشجار والمحافظة عليها وإكثارها والتعهد بخدمتها وصيانتها وعدم التعدي عليها من الاعمال الصالحة:

  • المتعدي أجرها لا القاصر ومعلوم أفضلية الأعمال المتعدية…
  • ومن الأعمال التي يجري ثوابها على صاحبها في حياته وبعد مماته؛قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ». وفي رواية: «إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» «وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ». الخلاصة:
  • غرس الشجر عمل صالح، يراعى فيه تطبيق حكمة الله في الأرض.
  • وصدقة للمسلم عن كل مضرة يتسبب الشجر في دفعها، وعن كل منفعة يتسبب في تحصيلها.
  • وصدقة جارية للمسلم بعد مماته.
  • والمسلم إنسان راق؛ يغرس؛ لأن الشرع رغب في الزرع، ولينفع خلق الله وعباده، وليعبر عن حضارة أمته، ولأن الخضرة مظهر من مظاهر الحياة والحضارة، ولينفع الأجيال القادمة؛ سواء نفعه ذلك الغرس أم لا، ويغرس تناغما مع حكمة الله وقدرته…
    ولو أن كل منا زرع شجرة واحدة، أمام منزله؛ سنشاهد شوارع خضراء مد النظر، وسنجد برودة الهواء من حولنا، ومكانا نستريح فيه ونستظل.. يضاف إلى هذا كله المنظر الرائع الذي يحدث في القلب راحة وطمأنينة.. فاغرسوا الشجر، وبالله التوفيق، دمتم سالمين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى